استياء واسع بعد تصريحات عنصرية تستهدف الدولي المغربي إبراهيم دياز
حين يتسلل الخطاب العنصري مجددًا إلى عالم كرة القدم، لا بد من الإدانة الواضحة والحازمة.
تُعتبر كرة القدم رياضة عالمية، يفترض أن تجمع الشعوب حول قيم الاحترام والتضامن وتجاوز الذات. لكن، وبكل أسف، كان الدولي المغربي إبراهيم دياز مؤخرًا هدفًا لتصريحات عنصرية حادة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام، عقب إعلانه تمثيل المنتخب المغربي.
هذه الهجمات غير مقبولة بأي حال.
إبراهيم دياز، المولود في إسبانيا لأبوين من أصل مغربي، اتخذ قرارًا شخصيًا ومشروعًا عندما قرر تمثيل المغرب على الساحة الدولية. ولا يمكن أن يُستخدم هذا القرار كذريعة لتوجيه الإهانات أو الهجمات ذات الطابع العرقي أو العنصري ضده.
التعليقات العنصرية التي أعقبت إعلانه تكشف للأسف عن استمرار بعض العقليات المتحجرة والتمييزية في جزء من الرأي العام. إذ شكك البعض في "انتمائه" أو "هويته"، وكأن اعتزازه بجذوره المغربية يُعد خيانة. هذه الخطابات مؤذية ليس فقط لدياز، بل أيضًا للملايين من أبناء الجاليات المهاجرة الذين يواجهون بشكل يومي تساؤلات حول مكانتهم في مجتمعاتهم.
وفي مواجهة هذه الموجة من الكراهية، أصدر الاتحاد المغربي للاعبي كرة القدم المحترفين (UMFP) بيانًا شديد اللهجة، دان فيه بشدة الهجمات التي طالت اللاعب. وجاء في البيان: "العنصرية والتمييز لا مكان لهما في كرة القدم أو خارجها. اختيار اللاعب تمثيل وطن ما هو حق أساسي، وأي شكل من أشكال العداء القائم على الأصل يجب أن يُواجه بحزم." كما دعا الاتحاد جميع مكونات اللعبة إلى الوقوف صفًا واحدًا للدفاع عن كرامة وشرف اللاعبين.
العنصرية لا مكان لها في الرياضة. لا يمكن التساهل معها أو تبريرها. يجب على المؤسسات الرياضية والسلطات والمنصات الرقمية التحرك بسرعة وبحزم، والعمل على تحديد مرتكبي هذه الانتهاكات ومحاسبتهم. كما أن للجماهير والإعلاميين ومحبي كرة القدم دورًا هامًا في التأكيد على أن تنوع الخلفيات هو ما يمنح اللعبة جمالها وقوتها.
إبراهيم دياز يستحق الاحترام الكامل كلاعب محترف، وخياره بالانضمام إلى "أسود الأطلس" يجب أن يُستقبل بالفخر، لا بالتجريح والعداء باسم قومية ضيقة أو عنصرية مقنّعة.
إن إدانة هذه التصريحات لا تقتصر على الدفاع عن لاعب فقط، بل هي دفاع عن فكرة كرة قدم حر