بيان رئيس الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (FIFPRO)، سيرجيو مارشي، بشأن كأس العالم للأندية التابعة للفيفا

على الرغم من أن النسخة الأخيرة من كأس العالم للأندية التابعة للفيفا قد أثارت حماسة العديد من المشجعين، وجمعت بعضاً من أكبر نجوم كرة القدم العالمية، فإن FIFPRO تود أن تعبر — بكل وضوح — عن رفضها العميق لهذه البطولة التي تُخفي في طيّاتها انفصالاً مقلقاً عن الواقع الحقيقي الذي يعيشه غالبية لاعبي كرة القدم حول العالم.
ما تم تقديمه على أنه "مهرجان كروي عالمي" لم يكن في الحقيقة سوى عرض مسرحي صاغته الفيفا بشكل أحادي، دون حوار، ودون اعتبار أو احترام لأولئك الذين يُحيون هذه الرياضة كل يوم. عرضٌ فاخر يذكّر بـ"ألعاب السيرك" في روما القديمة، التي كانت تهدف لتسلية الجماهير، بينما تتفاقم في الخفاء الفجوة الاجتماعية، وهشاشة الأوضاع، وغياب الحماية الحقيقية لأبطال اللعبة الحقيقيين.
اليوم، يعاني عدد كبير من لاعبي كرة القدم حول العالم من عدم تقاضي أجورهم كاملة، ويشاركون في بطولات لا تتجاوز بضعة أشهر في السنة، في ظل غياب الاستقرار المهني، وغياب التغطية الطبية اللائقة، وفي بيئة عمل تفتقر إلى أدنى مقومات الكرامة. هذه الحقائق تم تجاهلها تمامًا من قبل الفيفا، التي اختارت تعظيم أرباحها على حساب الصحة الجسدية والنفسية للاعبين.
وقد أُقيمت البطولة أيضًا في ظروف غير مقبولة، وتحت درجات حرارة قصوى تُعرض سلامة اللاعبين للخطر. هذه ليست مجرد انتهاكات يجب الإشارة إليها، بل تجاوزات يجب إدانتها بشدة. لا يمكن أن تتكرر مثل هذه الممارسات خلال كأس العالم المقبلة.
لطالما حذرت FIFPRO من ازدحام جدول المباريات، ومن نقص فترات الراحة الجسدية والذهنية للاعبين، ومن غياب الحوار البنّاء مع الفيفا. إن تنظيم البطولات بهذه الطريقة، دون الاستماع إلى صوت النقابة العالمية التي تمثل اللاعبين، يعكس حوكمة استبدادية لا تحركها إلا منطق الأرباح، على حساب الاستدامة الإنسانية.
لا يمكن الاستمرار في التلاعب بصحة اللاعبين من أجل تغذية آلة تسويقية. لا يمكن لأي عرض أن ينجح إذا تم تجاهل أصوات أبطاله.
تؤكد FIFPRO من جديد التزامها الكامل بالدفاع عن كل حق، والتنديد بكل انتهاك، والمطالبة بسياسات عادلة من قبل الفيفا، تضع كرامة اللاعبين وسلامتهم في صميم كل قرار.