تقرير FIFPRO: كرة القدم تظل استثناءً بين الرياضات بسبب ضعف حماية اللاعبين

"بدون حماية أدنى لصحة اللاعبين وأدائهم، تظل كرة القدم حالة استثنائية بين الرياضات النخبوية، وفقًا لتقرير FIFPRO."
-
العديد من الفرق المشاركة في كأس العالم للأندية التابعة للفيفا لم تحصل على وقت كافٍ للراحة أو التحضير قبل انطلاق الموسم الجديد.
إن دورات المنافسة المستمرة دون توفير حد أدنى من الحماية تؤثر بشكل مباشر على صحة اللاعبين وأدائهم في المستوى النخبوي.
كما أن أفضل اللاعبين الشباب في العالم يتعرضون لعدد مفرط من المباريات رغم هشاشتهم في مرحلة التطور البدني.
ووفقًا للتقرير السنوي لمتابعة عبء العمل الصادر عن FIFPRO بالتعاون مع Football Benchmark، فإن اللاعبين الذين شاركوا في كأس العالم للأندية بعد انتهاء موسمهم المحلي هم من بين مئات اللاعبين في قمة كرة القدم الذين لا يحصلون على فترات راحة بين المواسم أو إعداد بدني قبل الموسم بشكل كافٍ، مما يزيد من المخاطر الصحية ويؤثر على أدائهم.
قال ماهتا مولانغو، عضو مجلس إدارة FIFPRO:
"هذا التقرير يقدم أدلة واقعية على ما يحدث في كرة القدم. اللاعبون يتعرضون للإصابات أو يعجزون عن تقديم أفضل ما لديهم لأنهم يُدفعون إلى أقصى حدودهم البدنية."
⚠️ جدول كأس العالم للأندية يسلّط الضوء على أزمة الجدولة في كرة القدم النخبوية
تعرض تشيلسي بطل كأس العالم للأندية وباريس سان جيرمان الوصيف لأكبر الأضرار الناتجة عن الجدول المزدحم: حيث لم يحصل لاعبو تشيلسي سوى على 13 يومًا فقط للتحضير قبل الموسم بعد عطلة صيفية لم تتجاوز 3 أسابيع، بينما اكتفى لاعبو باريس سان جيرمان بـ 7 أيام فقط.
وتبرز هذه النتائج الحاجة الملحّة لوضع ضمانات منطقية لصالح اللاعبين، مثل تلك المذكورة في دراسة إجماع حديثة حول الحد الأدنى من عبء العمل، والتي أوصى فيها خبراء الأداء العالي بمنح اللاعبين 28 يومًا كفترة راحة بين المواسم و 28 يومًا إضافية للتحضير قبل الموسم.
📊 "مرهقون وغير محميين: تأثير ذلك على صحة وأداء اللاعبين"
هو عنوان تقرير موسم 2024/2025، الذي اعتمد على بيانات 1500 لاعب كرة قدم محترف تم تتبعهم عبر منصة FIFPRO لمراقبة عبء العمل، ومقارنتها بتوصيات 70 خبيرًا طبيًا وخبير أداء من أندية ومنتخبات وطنية. كما درس التقرير فترات التعافي في رياضات أخرى، وللمرة الأولى أدرج عامل الحرارة الشديدة كعنصر متزايد الأهمية في الأداء والصحة وتنظيم المنافسات.
⚽️ اللاعبون في البطولات الدولية بحاجة إلى فترات راحة أطول
العديد من اللاعبين رفيعي المستوى لا يحصلون أيضًا على فترات راحة كافية: فقط 14٪ من المشاركين في يورو 2024 حصلوا على فترة الراحة الموصى بها (28 يومًا) قبل الموسم الماضي، مقابل 9٪ فقط من المشاركين في كوبا أمريكا الذين ينشطون في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى.
أما فترة التحضير بعد البطولات فكانت ضعيفة أيضًا: حيث حصل 15٪ فقط من لاعبي اليورو على فترة إعداد كافية، مقابل 4٪ فقط بعد كوبا أمريكا.
وقال الدكتور دارين بورغِس، رئيس شبكة الاستشارات عالية الأداء في FIFPRO، إن على كرة القدم أن تحذو حذو رياضات أخرى من خلال ضمان فترات راحة بين المواسم لحماية اللاعبين من الإصابات والإرهاق.
فعلى سبيل المثال، يحصل لاعبو NBA والدوري الأسترالي لكرة القدم (AFL) على 14 أسبوعًا من الراحة، بينما يتمتع لاعبو دوري كرة القاعدة الأمريكي (MLB) بـ 15 أسبوعًا.
"إذا لم تحصل على فترة راحة كافية بين المواسم، فإنك لا تمنح جسدك الوقت الكافي للتجدد عقليًا وبدنيًا"، يقول الدكتور بورغِس. "كما أن غياب 28 يومًا على الأقل من فترة الإعداد يمنع اللاعبين من التحضير الجيد للموسم الجديد، مما يؤدي في أسوأ الحالات إلى الإصابات، وفي أفضلها إلى انخفاض الأداء. في الرياضات الأخرى، تُعطى الأولوية لأداء اللاعبين ورفاهيتهم، وتُعتبر فترة ما قبل الموسم عنصرًا أساسيًا في ذلك."
🚨 الازدحام في الجدول والسفر الطويل يشكلان مخاطر صحية
تشير دراسة علمية إلى أن المخاطر الصحية على اللاعبين تصبح غير متناسبة مع المخاطر الطبيعية للرياضة عندما يواجهون فترات طويلة من لعب مباراتين في الأسبوع.
ومن بين اللاعبين الذين واجهوا جدولًا مزدحمًا بأكثر من 50 مباراة في الموسم الماضي، كثير منهم حصلوا على أقل من 5 أيام راحة بين المباريات:
-
ريال مدريد: فيديريكو فالفيردي، لوكا مودريتش
-
برشلونة: بيدري، رافينيا
-
أتلتيكو مدريد: جوليان ألفاريز
-
بايرن ميونيخ: كيم مين-جاي (*)
في كثير من الأحيان، تكون فترة التعافي بعد المباريات الدولية أقل من 48 ساعة — وهي أقل من الحد الأدنى الموصى به من قبل الخبراء — خصوصًا بالنسبة للاعبين القادمين من أمريكا الجنوبية الذين يقطعون مسافات طويلة للعودة إلى أنديتهم الأوروبية أو الأمريكية.
ويُعد الأرجنتيني إنزو فيرنانديز مثالًا بارزًا، إذ قضى 195 ساعة في السفر خلال 29 رحلة بلغ مجموع مسافاتها 149,010 كيلومترات خلال الموسم الماضي.
وقال كريس وود، قائد منتخب نيوزيلندا وعضو مجلس اللاعبين العالمي في FIFPRO:
"بالنسبة لنا كلاعبين، من الضروري الحصول على فترة تعافٍ تسمح للجسم بالتكيف والعودة. علينا أن نضمن العناية بأجسادنا على المدى الطويل، وأن نأخذ بعين الاعتبار عملية الراحة الدنيا وخاصة فترة ما قبل الموسم."

⚠️ اللاعبون الشباب معرضون بشكل خاص لمخاطر الأضرار
حددت دراسة الإجماع احتياجات محددة لحماية عبء العمل بالنسبة للاعبي الأكاديميات تحت سن 18 عامًا، كما أوصت بإجراء مزيد من الأبحاث حول اللاعبين تحت سن 21 عامًا.
ومع ذلك، لم يتم الالتزام بالحذر المطلوب:
-
لعب لامين يامال 130 مباراة قبل بلوغه 18 عامًا في يوليو.
-
وشارك آرتشي غراي، الذي بلغ 19 عامًا في مارس، في 80 مباراة مع توتنهام ومنتخب إنجلترا تحت 21 عامًا الموسم الماضي.
وأكد الدكتور بورغِس أن اللاعبين الشباب بحاجة إلى أحمال تدريبية مناسبة لأعمارهم، وحدود واضحة في عدد المباريات، وفترات راحة محمية:
"تظل صفائح النمو والأوتار والأربطة عرضة للإصابة خلال هذه السنوات، وقد يؤدي الركض بسرعة عالية بشكل مفرط أو فترات التعافي القصيرة إلى أضرار هيكلية طويلة الأمد."
"كما لا يجب الاستهانة بالعواقب النفسية لذلك."
(*) لعب كيم مين-جاي مباريات متواصلة لمدة 73 يومًا حتى منتصف ديسمبر 2024، بمعدل مباراة كل 3.6 أيام، وخاض جزءًا كبيرًا من الموسم وهو يعاني من إصابة في وتر العرقوب.